السلطة العليا تعلن نتائج لقاءات التشاور وتطلق سلسلة ملتقيات تكوينية وضبطية
عملت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية خلال الأشهر الأخيرة على إطلاق مسار تشاوري واسع مع الفاعلين الإعلاميين والسياسيين والمجتمعيين، وذلك سعيا لتطوير المهنة، بتشخيص واقعها والعمل على تجاوز اختلالاتها، وترقية آليات الضبط والتنظيم عبر تعزيز منظومة الرصد والمتابعة بما يضمن المهنية و الفاعلية في المشهد الإعلامي؛
وتمثلت أولى خطوات السلطة العليا في إطلاق لقاءات تشاور مع الشركاء في الحقل من سلطات عمومية ممثلة في وزارة الثقافة وهيئات تمثيلية، وقد شملت كافة الهيئات الصحفية ومؤسسات الإعلام العمومي، فضلا عن اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الخاصة ولجنة احترام أخلاقيات الصحافة ومراسلي القنوات الدولية ووكالات الإنتاج السمعي البصري والمنصات الإعلامية، كما شملت اللقاءات رؤساء الفرق البرلمانية بالجمعية الوطنية وللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وسلطة تنظيم الإشهار؛
وخلال هذه الاجتماعات تم التأكيد على البعدين الضبطي والتطويري للسلطة العليا، لمجالات الصحافة السمعية البصرية والمكتوبة والالكترونية، وانفتاحها على الشركاء ومواكبتها للجهود المقدرة لتطوير الحقل وتعزيز فضاء الحريات وتوسيع قيم المشاركة؛
وقد مكنت اللقاءات من استعراض مختلف انشغالات العاملين بالحقل، سواء تلك المتعلقة بالضبط والتمويل والتكوين والتمهين وأخلاقيات المهنة وتعزيز المؤسسية، وحرص السلطة العليا على حل الجوانب المتعلقة باختصاصاتها الضبطية، ومناصرة باقي الملفات لدى السلطات التنفيذية المعنية؛
كما سمحت الاجتماعات التي عقدتها السلطة مع مديري مؤسسات الإعلام العمومي باستعراض معايير الضبط والتصالح مع متطلبات الخدمة العمومية بتكريس قيم الانفتاح والقرب من المواطن؛
وإضافة لحسنة التواصل مع الفاعلين، مكنت لقاءات التشاور هذه، والتي جرت في أجواء من الانفتاح و التشاور المتكامل مع الشركاء المحليين، من وضع تشخيص شامل لأهم إشكالات الضبط و انشغالات المشهد الإعلامي الوطني ومتطلبات توطيد و تحسين المداخل القانونية المهنية، الاقتصادية و الاجتماعية للحقل، وتحديد انشغالات السلطة العليا والشركاء؛
وترتيبا على لقاءات التشاور المذكورة ووفاء لأهدافها، تعلن السلطة العليا إطلاق حزمة من الفعاليات المتنوعة التي سيجري تنفيذها خلال الأشهر الثلاثة القادمة وتشمل الأنشطة التالية:
ـ إطلاق مسح صحفي شامل للمشهد الإعلامي بموريتانيا، لتوفير قاعدة بيانات هامة من أجل تطوير الحقل وتجاوز إشكالاته، لتأمين المعطيات اللازمة للتشخيص والتعاطي؛
ـ إطلاق تقرير "التعددية" ، حيث ينتظر أن يمكن من تحديد مستوى نفاذ الفاعلين السياسيين والمجتمعيين إلى وسائل الإعلام العمومية للعمل على تامين متطلبات النفاذ لعادل؛
ـ تنظيم ملتقى الضبط الإعلامي في ظل الحكامة الديمقراطية الذي سبجمع الشركاء الإعلاميين والسياسيين والمجتمعيين لتشكيل منصة لتدارس مساهمة السلطات الضبطية في مسار الإصلاح ومتطلباته؛
ـ إطلاق سلسلة من الدورات التكوينية لفائدة الصحفيين، تمكن من رفد وتعزيز كفاءات وقدرات الإعلاميين، وتستجيب لانشغالاتهم في التعاطي المهني مع القضايا المستجدة والملحة في يومياتهم من قبيل آليات مواجهة الأخبار الزائفة وتامين النفاذ العادل للإعلام العمومي وتكريس مهنية الصحافة وأخلاقياتها.
إن السلطة العليا للصحافة إذ تثمن عاليا تجاوب وسائل الإعلام والشركاء مع هذا المسار التشاوري، لتجدد عزمها على العمل وفق روح من الشراكة البناءة مع الإعلاميين لضبط وتطوير الحقل، ودعوتها لمواكبة الإصلاحات الإعلامية التي أطلقتها السلطات العمومية والهادفة لترقية المشهد الإعلامي، تحسينا للأطر القانونية الناظمة والمداخل الاقتصادية الاجتماعية الحاضنة.